الصدق يهدي الى البر

July 8, 2024, 12:35 pm
كان الوحي الذي أوحي إلى أم موسى عن طريق

54 - شرح حديث إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة - الشيخ: عبدالرزاق البدر - YouTube

ان الصدق يهدي الى البر

الصدق مرتبط بالإيمان: ولما للصدق من رابطة قوية بالإيمان ، فقد جوّز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقع من المؤمن ما لا يُحمد من الصفات ، غير أنه نفى أن يكون المؤمن مظنه الوقوع في الكذب ؛ لاستبعاد ذلك منه ، وقد سأل الصحابة فقالوا: (يا رسول الله أيكون المؤمن جبانـًا ؟ قال: " نعم " ، فقيل له: أيكون المؤمن بخيلاً ؟ قال: نعم ، قيل له: أيكون المؤمن كذَّابـًا ؟ قال: " لا "))(رواه الإمام مالك). قد يجانب الصدق من يحدث بكل ما سمع: والأصل في اللسان الحفظ والصون ؛ لأن زلاته كثيرة ، وشرّه وبيل ، فالحذر منه والاحتياط في استعماله أتقى وأورع ، فإذا وجدت الرجل لا يبالي ، ويكثر الكلام ، فاعلم أنه على خطر عظيم ، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كفى بالمرء كذبـًا أن يحدث بكل ما سمع))(رواه مسلم) ؛ لأن كثرة الكلام مظنة الوقوع في الكذب ، باختراع ما لم يحدث ، حين لا يجد كلامـًا ، أو ينقل خبر كاذب - وهو يعلم - فيكون أحد الكذَّابين. يُنال الصدق بالتحري: وكل خلق جميل يمكن اكتسابه بالاعتياد عليه ، والحرص على التزامه ، وتحري العمل به ، حتى يصل صاحبه إلى المراتب العالية ، يرتقي من واحدة إلى الأعلى منها بحسن خلقه ، ولذلك يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((عليكم بالصدق ؛ فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ، ويتحرى الصدق ، حتى يُكتب عند الله صدِّيقا)) ، وكذلك شأن الكاذب في السقوط إلى أن يختم له بالكذب: ((وإياكم والكذب ؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ، ويتحرى الكذب ، حتى يُكتب عند الله كذَّابا))(رواه البخاري ومسلم).

الحديث الصدق يهدي الى البر

اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا نص الحديث روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- في الحديث الصحيح عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حتَّى يَكونَ صِدِّيقًا، وإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا). [١] [٢] شرح الحديث يُطلق لفظ البرّ ويُراد به كل ما فيه خير، فهو اسم شامل لما يحبّه الله ويرضاه، وقيل إنّ البرّ هو الجنّة، والمقصود في الحديث النبوي بأنّ الصدق يهدي إلى البرّ؛ أي إنّ الصدق يكون سبباً في الهداية إلى العمل الصالح الخالص لله -تعالى-، ابتغاءَ ما عنده من الأجر والثواب. [٣] والصلاح في الحال والأحوال هو ثمرة من ثمرات الصدق، الذي أمر به -سبحانه وتعالى-، فقال: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا). [٤] [٥] وإنّ العبد المسلم يحرص على التزام الصدق وتحرّيه، والسير في طريقه لينال مرتبة الصديقين عن الله، ليكون مُستحقاً لدخول الجنّة بعد ذلك، ويشتمل الصدق الوارد في الحديث على ثلاثة أنواع على النحو الآتي: [٦] الصدق في العقيدة؛ وهو إخلاص العبادة لله -تعالى- وحده، من خلال اتباع السلف في الإيمان بأسماء الله وصفاته.

الصدق في الفعل؛ بأن يكون موافقاً لشرع الله في دين الإسلام. الصدق في القول؛ من خلال مطابقة الأقوال لما يحدث في الواقع. ثمّ يحذّر رسول الله من الكذب، لأن الكذب يوصل إلى الفجور، والفجور يشمل كل ما يخالف البرّ، [٦] فإن ذلك تحذير من الوقوع في الكذب والتساهل فيه، فإن ذلك يؤدي لمعرفته بين الناس بالكذب. [٧] كما أنّه صفة من صفات المنافقين، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (آيةُ المُنافقِ ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذبَ، وإذا وعدَ أخلفَ، وإذا ائتُمِنَ خانَ) ، [٨] [٧] فيكتب عند الله كذّاباً، ويكون جزاؤه النار. [٦] فوائد الصدق تظهر آثار الصدق على أقوال الصادق وأفعاله وسلوكاته، ومن هذه الآثار ما يأتي: [٩] سلامة المعتقد مما قد يشوّهه ويؤثر عليه، سواء أكان ظاهراً أم باطناً. تقديم النفس والمال وكل ما يملك العيد في سبيل نصرة دين الإسلام، وابتغاء مرضاة الله -عزّ وجلّ-. علو الهمّة؛ فإن الصادق لله -تعالى- في عبادته، يقوم بالطاعات والقربات طاعة تلو الأخرى، وكلّ منها تدفعه إلى القيام بغيرها وتكون سبباً فيها، دون أن تفتر همّته أو يتكاسل عنها؛ لأنّه إنّما يريد بها مزيداً من الأجر. ثمّ إنّه يتلافى التقصير ويعوّض ما فاته إذا تكاسل عن الطاعات لفترة، فتراه يشدّ عزمه ويقبل على الطاعة من جديد، عملاً بقول الله -تعالى-: ( إِنَّ الَّذينَ اتَّقَوا إِذا مَسَّهُم طائِفٌ مِنَ الشَّيطانِ تَذَكَّروا فَإِذا هُم مُبصِرونَ).