كالأنعام بل هم أضل

July 20, 2024, 10:06 am
علم نفس نمو

ـ. وأقم الصلاة. الجمعة: 7-6-1431هــ.

كالانعام بل هم اضل سبيلا

[3] مفتاح دار السعادة (1/75)

إنَّ إطالةَ عمر الذنب ولو ثانيةً يضرُّ صاحبَه ولا ينفعه، والأنكى أنَّه توقيرٌ لسوءِ الأدب الذي ارتكبه المذنب في حق الله تعالى. معلومٌ أنّ كلمتي "ذَنْب" و"ذَنَب" من جَذْرٍ واحد، والذنبُ الإثمُ، والذَنَبُ الذيلُ، وعلى هذا فالعبد الذي يقول "رباه أذنبتُ" كـأنه يقول: اللهم إني ثعلب بذَنَب، أو عقرب يلدغ، ها أنا ذا قد ترديتُ إلى هذا الدَّرْك"، أي كأن العبد باعترافه بذنبه يُقرّ أنه بوقوعه في الذنب قد حقّر وأسفَّ بالمستوى الإنساني والمقامات الإنسانية الموهوبة له، واعترف بأنه أعرض عنها وتبنَّى البهيمية بإرادته، فتردى إلى هذه الدَّرَكَة. انهم كالانعام بل هم اضل سبيلا. التوبة أكبر حصن لنا لمواجهة الذنوب. وأما من ارتكب ذنبًا ولم يشعر به، فالحقيقة أنه مُنِيَ بالصفعة الواردة في قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ﴾ (سُورَةُ الأَعْرَافِ: 7/179)، وصار أدنى من الحيوان رتبةً؛ ولهذا الحكم مثال بديع دلت عليه نتائج استطلاع رأي الشباب في أوروبا في السنوات الماضية، فلقد أظهر الاستطلاع أن سمات الشباب الأوروبي هي سمات كلب ضال في الشوراع؛ ولا غروَ فكلُّ طريقٍ غير طريق الحقيقة يؤدي إلى نتائج مجافية للحقيقة جِذْرِيًّا. [1] بديع الزمان سعيد النُّورْسِي، اللمعات، اللمعة الحادية والعشرون، ص 221.