إسلام ويب - سير أعلام النبلاء - الطبقة السابعة - الحكم بن هشام- الجزء رقم8

July 20, 2024, 8:02 am
اماكن خروج السموم من الجسم

اقرأ أيضًا: من هو قاتل عمر بن الخطاب؟ ونسبه ونشأته وإسلامه وزوجاته حركة الجهاد في الحكم الربضي رغم كل ما فعله من مجازر في حق الثائرين إلا أنه لم يتخلى عن نهج أجداده من البيت الأموي.. حيث كان الجهاد عنصر أساسي من عناصر الحكم، فكانت له انتصارات عظيمة وهزائم نكراء، ويرى محللين فلسفة التاريخ أن السبب وراء كافة الهزائم التي نالت منه هو الظلم الداخلي للعامة، فالعامة هم الجنود في الحرب، فسقطت بعض الإمارات في يد الممالك المسيحية في الشمال، مثل إمارة "أراجون" القريبة من أرض بلاط الشهداء. ومن انتصاراته العظيمة ما حدث في سمورة.. حين يأس الروم من النصر بعدما قتل منهم ما يزيد عن ثلاثمئة ألف مقاتل، وهم من طلبوا الهدنة والصلح، فوضع عليهم الحكم بن هشام الجزية التي كانوا يدفعونها لجده وزاد عليها، بل ونكاية فيهم وإصغارًا لهم طلب أن يجلبوا له من تراب رومية أكوان يضعها على شرق قرطبة.

  1. الحكم بن هشام | مركز دراسات الأندلس و حوار الحضارات
  2. من هو الحكم بن هشام – زيادة

الحكم بن هشام | مركز دراسات الأندلس و حوار الحضارات

الثورات على الحكم بن هشام بسبب سوء الأحوال الاقتصادية والاجتماعية قامت على الحكم عدة ثورات كبرى مثل: ثورة الربض بقرطبة الربض هم جماعة من الناس كانوا يعيشون في كيان خاص بهم في أحد ضواحي مدينة قرطبة العامرة، ثاروا عليه بسبب أنهم رفضوا فسقه من شرب الخمر واللهو المبالغ ورحلات الصيد، ولطغيانه حين قتل مجموعة أعيان قرطبة دون وجه حق. فأصبح هناك بين الفنية والأخرى مناوشات بين جنده وبين أهل قرطبة، وعندما زاد الأمر نصحه بعض المقربين منه ببناء الأسوار حول مدينته وتحصين القلعة وحفر الخنادق، وزاد عدد جنوده قربهم منه، مما زاد من حنق أهل قرطبة. وكانت القشة التي كسرت ظهر البعير هو أن أحد مماليكه تشاجر مع أحد العامة فقتله، فثار الربض عليه، وتحركوا إلى قصره وأحاطوا بها ودارت معركة شديدة بن جنوده وبينهم وتم إخماد الثورة، لكنه لم يكتفي بأن تُخد الثورة. زاد على قتالهم وهزيمتهم أن طاردهم في البلاد وحرق منازلهم وقراهم، فترك الثوار الحرب وذهبوا لإطفاء منازلهم، فحاوطهم حرس القصر من الخلف والأمام وقتل الكثير منهم وتمكن من أسر حوالي ثلاثمائة رجل منهم فتم صلبهم على أطراف المدينة وعلى ساحل النهر الكبير من مدينة المرج إلى المصارة.

من هو الحكم بن هشام &Ndash; زيادة

كان "سليمان بن عبد الرحمن الداخل" مقيم بطنجة ببلاد المغرب العربي، بينما أخاه "عبد الله بن عبد الرحمن الداخل" لم يستقر في مكان واحد وظل متنقلًا بين أقطار المغرب العربي وإفريقية (ليست إفريقيا) الذي عندما علم بموت أخيه عبر مضيق جبل طارق نزل في منطقة تسمى "الثغر الأعلى" لعلمه بكراهية أهل هذا المكان للأمير الجديد، ومنها انتقل إلى سرقسطة، لكنه لم يجد من يؤيده لعزل الأمير وعاد بخفي حنين. بينما كان أخاه "سليمان" ذو بعض الحنكة العسكرية، فجمع بعض الجنود في جيش وذهب فيه ليهاجم قرطبة، وفي شوال عام 182هجريًا هُزم أمام جيوش ابن أخيه، ثم توالت هزائمه.. كان آخرها سنة 183 هجريًا في استجة، لكنه لم ييأس، وبعد عام حشد جيش في شرق الأندلس وأستولى على إلبيرة بعدما وقعت في يديه جيان. أنضم أهل المدينتين إلى جيشه وألتقى في حرب شنعاء مع جيش ابن أخيه وأنهزم فيها، وتفرق جيشه وقُتِل أغلبه، وهرب "سليمان" فأرسل الحكم بن هشام ورائه أحد رجاله يسمى "صبغ بن عبد الله بن وانسوس" وأسره، وقاده إلى الحكم، فقتله وأمر بأن يُطاف برأسه على رمح، ثم دفنه بقصر الروضة بجوار جده. اقرأ أيضًا: مدة خلافة عمر بن الخطاب وقصة إسلام عمر بن الخطاب وأبرز أعماله سمات حكم الحكم بن هشام كان الحكم الربضي أحد أقوى حكام الأندلس وأقساهم على الشعب، كثير الضرائب، يقضي وقته في رحلات الصيد ويقصده الشعراء للمدح وطلب العطية، وكانت هذه القوة والقسوة من دعائم تثبيت ملك فبها قدر على صد الهجمات على دولته، كما قدر على كبت الثورات الداخلية وإخماد نيرانها، فكان هو ابي جعفر المنصور الخاص بالأندلس.. بجانب اهتمامه بالعلم والعلماء، ففي عهد كانت قرطبة منارة العلوم للعام كله.

ومع ذلك فقد عاود سليمان القتال من جديد، فاشتبك مع الأمير الحكم بخيطة، فانهزم سليمان للمرة الثانية ثم عاد للمرة الثالثة على رأس جيش من البربر لمقاتلة الحكم، فخرج سنة 183هـ إلى ناحية استجة ولكنه انهزم بمن كان معه، ثم التقيا للمرة الرابعة، وكان نصيبه هذه المرة أيضا مثل المرات السابقة. وفي سنة 184 هـ (800 م) حشد سليمان جيشاً من شرق الأندلس، فاستولى به على جيان ثم إلبيرة. وانضم إليه جمع من أهل المدينتين ضد الأمير، فلما التقى جيشه مع جيش الحكم، انهزم سليمان هزيمة شنعاء وقتل في الموقعة عدد كبير من أنصاره، وتمكن سليمان من الفرار، فأرسل الحكم أصبغ بن عبد الله بن وانسوس وراءه للقبض عليه، فأسره أصبغ وأتى به إلى الحكم، فأمر بقتله، وبعث برأسه إلى قرطبة، حيث طيف به على رأس رمح، ثم أمر الحكم بدفنه في روضة القصر بالقرب من قبر عبد الرحمن بن معاوية. أما عبد الله بن عبد الرحمن، فقد استولى على حصن وشقة بعد عودته من إكس لا شابل سنة 184 هـ (800 م)، ولكن بهلول بن مرزوق لم يلبث أن أخرجه من سرقسطة، فاتجه إلى بلنسية، وهناك وجد تأييدا له عند أهالي بلنسية، فأقام بها شبه مستقل عن قرطبة بعد أن عفا عنه الحكم، وصالحه سنة 186 هـ مقابل بقائه طول حياته ببلنسية.