ولا تكلني الى نفسي طرفة عين

July 20, 2024, 8:24 am
وظائف موارد بشرية

كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بيت ام سلمة في ليلتها ففقدته من الفراش فدخلها في ذلك ما يدخل النساء فقامت تطلبه في جوانب البيت حتى انتهت إليه وهو في جانب من البيت قائم رافع يديه يبكي وهو يقول: اللهم لا تنزع مني صالح ما أعطيتني أبداً ، اللهم لا تشمت بي عدواً ولا حاسداً أبداً اللهم ولا تردني في سوء استنقذتني عنه أبداً ، اللهم ولا تكلني الى نفسي طرفة عين أبداً. ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا. فانصرفت أم سلمة تبكي حتى انصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) لبكائها ، فقال لها: ما يبكيك يا أم سلمة ؟. فقالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ولم لا ابكي وأنت بالمكان الذي أنت به من الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، تسأله أن لا يشمت بك عدواً أبداً ، وأن لا يكلك الى نفسك طرفة عين أبداً!. فقال: يا أم سلمة! وما يؤمنني وإنما وكل الله يونس بن متى الى نفسه طرفة عين وكان منه ما كان.

  1. ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا
  2. ربي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين | كوكب الفوائد- فلسطين

ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا

فهم على قسمين لا ثالث لهما البتة: الأول: الموفق له. والثاني: المخذول عنه. وبقدر قربهما من هذا تحقيقًا وعدمًا تكون سعادتهما وتوفيقهما، أو العكس. ربي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين | كوكب الفوائد- فلسطين. ولعمر الله، ما مُنِح عبد منحة أعظم ولا أفضل ولا أجلَّ من منحة أن يحفظه الله - عز وجل - ويكلأه ويسدده، ويفوقه ويصلحه، ويثبته على ذلك. فإياك إياك أن تعتمد على ذكائك أو على حفظك، أو على فهمك أو على ضبطك، ولكن توكَّلْ على الله - عز وجل - وقُلْ: حسبي الله ونعم الوكيل؛ لأنه متى وكل العبد إلى نفسه فقد وكل إلى ضعف وضَيْعة، وفقر وفاقة، وعجز وعَوْرةٍ، ويكون بذلك قد دنا وقرب من كل شر، وتباعد عن كل خير. قال الطحاوي - رحمه الله -: (ولا غنى عن الله تعالى طرفة عين، ومن استغنى عن الله طرفة عين، فقد كفر، وصار مِن أهل الحَيْن).. ولذلك قال السعدي في الوسائل المفيدة للحياة السعيدة - في هذا الدعاء وأضرابه -: "ومن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور: استعمال هذا الدعاء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به... فإذا لهج العبد بهذا الدعاء، الذي فيه صلاح مستقبله الديني والدنيوي، بقلب حاضر، ونية صادقة، مع اجتهاده فيما يحقق ذلك - حقَّق اللهُ له ما دعاه ورجاه وعمل له، وانقلب همه فرحًا وسرورًا".

ربي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين | كوكب الفوائد- فلسطين

وهذه في الحقيقة هي إحدى صور حقائق التوحيد، التي ينبغي على المسلم أن يفزع إليه، يقول شيخ الإسلام ابن القيم - رحمه الله - في إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان (2/ 135): "فالتوحيد ملجأ الطالبين، ومفزع الهاربين، ونجاة المكروبين، وغياث الملهوفين، وحقيقته إفراد الرب سبحانه بالمحبة والإجلال والتعظيم والذل والخضوع". والاستغاثة إحداها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في مجموع الفتاوى (1/ 111): "والاستغاثة برحمته استغاثة به في الحقيقة، كما أن الاستعاذة بصفاته استعاذة به في الحقيقة، وكما أن القَسَمَ بصفاته قَسَمٌ به في الحقيقة". ولذلك كانت هذه الكلمات والدعوات مناسبة للمكروبين؛ فعن أبي بكرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((دعوات المكروب: اللهم رحمتَك أرجو؛ فلا تكِلْني إلى نفسي طرفة عين، وأصلِحْ لي شأني كله، لا إله إلا أنت)) [2]. لأن في هذه الكلمات والدعوات كما قال شيخ الإسلام ابن القيم - رحمه الله - في زاد المعاد (4/ 185): "من تحقيق الرجاء لمن الخير كله بيديه والاعتماد عليه وحده، وتفويض الأمر إليه، والتضرع إليه، أن يتولى إصلاح شأنه، ولا يكله إلى نفسه، والتوسل إليه بتوحيده مما له تأثير قوي في دفع هذا الداء".

وقال المناوي في فيض القدير (3/ 526): "ختمه بهذه الكلمات الحضورية الشهودية إشارة إلى أن الدعاء إنما ينفع المكروب ويزيل كربه إذا كان مع حضور وشهود، ومَن شهد لله بالتوحيد والجلال، مع جمع الهمة وحضور البال، فهو حريٌّ بزوال الكرب في الدنيا، والرحمة ورفع الدرجات في العقبى"،هذا من جهة. ومن جهة أخرى، فإن فيها - أعني: هؤلاء الكلمات والدعوات - بيانًا لأحد أهم الآداب التي يجب أن تراعى في أبواب التوحيد - أيضًا، وهي أن الرضا بما يقدره الله لك أولى وأنفع، ولو كانت رغبتك في خلافه؛ لأنه قد لا يكون النافع لك، أو الأنفع.