واذ قال ابراهيم لابيه ازر

July 8, 2024, 12:50 pm
الفرق بين النبي والرسول

من التفسير الجديد لفضيلة الدكتور أحمد نوفل تفسير قوله تعالى:" واذ قال ابراهيم لأبيه آزر أتتخذ اصناما الهة.. " الآية رقم 74 من سورة الانعام الربط و المناسبة: تأتي قصة ابراهيم في هذا الموضع من سورة الانعام في مكانها تماما. فقضية سورة الانعام الاساسية والاولى هي قضية العقيدة ، والركن الأعظم للعقيدة هو التوحيد. والكون والفطرة والعقل والنظر هما أقصر الطرق وأقربها الى تقرير قضية التوحيد ، وقصة ابراهيم تحمل كل هذه المعاني وتحقق كل هذه المقدمات. فهي قصة في التوحيد ، من خلال النظر في الكون ، والاستعانة بالفطرة والعقل ، واعتماد النظر والعقل آلية لكل ذلك. والحوار هو أفضل وسائل الدعوة الى الله ، فكملت لهذه القصة كل المطالب. اذا اضفت الى كل هذا ان العرب يعتبرون انفسهم على ملة ابراهيم ، ويعظمون البيت الذي بناه ابراهيم ، فصار للقصة مزيد من التناسب والتناسق مع سياق السورة وجوّها.. واذ قال ابراهيم لابيه آزربايجان. اضف اليه انها تقع تقريبا في وسط السورة فهي تعزز القضايا المطروحة في العقيدة قبلها وبعدها. ثم اضف كذلك صورة الجمود التي اتسم بها قوم ابراهيم وهي ذاتها سمة قوم النبي صلى الله عليه وسلم الذي نزل فيهم القران. فأصبحت القصة بكل هذه الحيثيات ، مع اضافة اخرى ان القصة افعل وافضل وسائل التوصيل والاقناع ، فاكتملت الفضائل واوجه التناسق مع سياق القصة.

واذ قال ابراهيم لابيه Rdpress

وهذا الذي يناسب تنكير أصناما لأنه لو كان مفعولا أول لـ " تتخذ " لكان معرفا لأن أصله المبتدأ. وعلى احتمال أن الصنم اسم للصورة سواء عبدت أم لم تعبد يكون قوله " آلهة " مفعولا ثانيا لـ تتخذ على أن تتخذ مضمن معنى تجعل وتصير ، أي أتجعل صورا آلهة لك كقوله أتعبدون ما تنحتون. وقد تضمن ما حكي من كلام إبراهيم لأبيه أنه أنكر عليه شيئين: أحدهما جعله الصور آلهة مع أنها ظاهرة الانحطاط عن صفة الإلهية ، وثانيهما تعدد الآلهة ولذلك جعل مفعولا تتخذ جمعين ، ولم يقل: أتتخذ الصنم إلها. وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ | تفسير ابن كثير | الأنعام 74. وجملة إني أراك وقومك في ضلال مبينة للإنكار في جملة أتتخذ أصناما آلهة. وأكد الإخبار بحرف التأكيد لما يتضمنه ذلك الإخبار من كون ضلالهم بينا ، وذلك مما ينكره المخاطب; ولأن المخاطب لما لم يكن قد سمع الإنكار عليه في اعتقاده قبل ذلك يحسب نفسه على هدى ولا يحسب أن أحدا ينكر عليه ما هو فيه ، ويظن أن إنكار ابنه عليه لا يبلغ إلى حد أن يراه وقومه في ضلال مبين. فقد يتأوله بأنه رام منه ما هو أولى. [ ص: 314] والرؤية يجوز أن تكون بصرية قصد منها في كلام إبراهيم أن ضلال أبيه وقومه صار كالشيء المشاهد لوضوحه في أحوال تقرباتهم للأصنام من الحجارة فهي حالة مشاهد ما فيها من الضلال.

واذ قال ابراهيم لابيه آزربايجان

الشيخ الحصري ربع وإذ قال إبراهيم لأبيه أزر - YouTube

واذ قال ابراهيم لابيه از حقوق

وَهُوَ استفهام) فيه معنى الإنكار.

واذ قال ابراهيم لابيه قوق

وذلك أن العرب لا تنصب اسمًا بفعلٍ بعد حرف الاستفهام، لا تقول:"أخاك أكلمت"؟ وهي تريد: أكلمت أخاك. قال أبو جعفر: والصواب من القراءة في ذلك عندي، قراءةُ من قرأ بفتح " الراء" من ﴿آزَرَ﴾ ، على اتباعه إعراب"الأب"، وأنه في موضع خفض ففتح، إذ لم يكن جاريًا، لأنه اسم عجمي. وإنما اخترتُ قراءة ذلك كذلك، [[في المطبوعة: "وإنما أجيزت قراءة ذلك"، وهو كلام فاسد، والصواب ما أثبت وهو في المخطوطة غير منقوط بتمامه. واذ قال ابراهيم لابيه rdpress. ]] لإجماع الحجة من القرأة عليه. وإذْ كان ذلك هو الصواب من القراءة، وكان غير جائز أن يكون منصوبًا بالفعل الذي بعد حرف الاستفهام، صحَّ لك فتحه من أحد وجهين: إما أن يكون اسمًا لأبي إبراهيم صلوات الله عليه وعلى جميع أنبيائه ورسله، فيكون في موضع خفض ردًّا على"الأب"، ولكنه فتح لما ذكرت من أنه لمّا كان اسمًا أعجميًّا ترك إجراؤه ففتح، كما تفعل العرب في أسماء العجم. [[في المطبوعة: "كما فتح العرب"، والصواب من المخطوطة. ]] = أو يكون نعتًا له، فيكون أيضًا خفضًا بمعنى تكرير اللام عليه، [[في المخطوطة: "تكرير الأمر عليه"، والصواب ما في المطبوعة. ]] ولكنه لما خرج مخرج"أحمر" و"أسود" ترك إجراؤه، وفعل به كما يفعل بأشكاله.

قال أهل اللغة: قلبت الهمزة الأصلية تاء لقصد الإدغام تخفيفا ولينوا الهمزة ثم اعتبروا التاء كالأصلية فربما قالوا: تخذ بمعنى اتخذ ، وقد قرئ بالوجهين قوله تعالى لو شئت لاتخذت عليه أجرا و ( لتخذت عليه أجرا) فأصل فعل اتخذ أن يتعدى إلى مفعول واحد وكان أصل المفعول الثاني حالا ، وقد وعدنا عند قوله تعالى ( قالوا أتتخذنا هزؤا) في سورة البقرة بأن نبين استعمال ( اتخذ) وتعديته في هذه السورة. ومعنى تتخذ هنا تصطفي وتختار; فالمراد أتعبد أصناما. واذ قال ابراهيم لابيه قوق. [ ص: 313] وفي فعل تتخذ إشعار بأن ذلك شيء مصطنع مفتعل وأن الأصنام ليست أهلا للإلهية. وفي ذلك تعريض بسخافة عقله أن يجعل إلهه شيئا هو صنعه. والأصنام جمع صنم ، والصنم الصورة التي تمثل شكل إنسان أو حيوان ، والظاهر أن اعتبار كونه معبودا داخل في مفهوم اسم صنم كما تظافرت عليه كلمات أهل اللغة فلا يطلق على كل صورة ، وفي شفاء الغليل: أن صنم معرب عن ( شمن) ، وهو الوثن ، أي مع قلب في بعض حروفه ، ولم يذكر اللغة المعرب منها ، وعلى اعتبار كون العبادة داخلة في مفهوم الاسم يكون قوله أصناما مفعول تتخذ على أن تتخذ متعد إلى مفعول واحد على أصل استعماله ومحل الإنكار هو المفعول ، أي أصناما ، ويكون قوله " آلهة " حالا من " أصناما " مؤكدة لمعنى صاحب الحال ، أو بدلا من أصناما.

أضف اليه ان في الآية السابقة ذكر السماوات والارض ، وفي طليعة قصة ابراهيم: " وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والارض " والروابط لا تنتهي. وهذه عينة. المعنى: " واذا " الواو للاستئناف. و " اذ " الاداة الاكثر استعمالا في القران لبدء المشاهد القصصية. وهي كما سلف مرارا ظرف لما مضى من الزمان. وتكرر القول انها متعلقة بمحذوف: واذكر اذ.. وانها لتركيز الانظار على لقطة معينة او مشهد معين.. " قال ابراهيم لأبيه آزر.. الباحث القرآني. " ما قال. وقبل أن نتبين ما قال ، احب ان اقف هنيهة عند " آزر " فقد روى عدد من المفسرين من بينهم امام التفسير في الثلث الاخير من القرن العشرين: الشيخ الامام الشعراوي رحمه الله ، حيث قال وقالوا: ان آزر هو عم ابراهيم وليس اباه. ودللوا لذلك بأن القران اطلق على العم اب في مثل قوله تعالى:"قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب.. " البقرة 133 واعلم ان من يكتب هذه الكلمات وهذه الاسطر في تفسيره هذه الآية لا يبلغ من الشيخ الشعراوي ولا نصيفه ، ولا يبلغ قطرة في بحر ، ولا كلمة في مجلد علمه. ولكن من حق كل احد مهما بلغ به الضعف ان يقول ما يعتقد ، ويدلي بدلوه ، ويقول حجة ، والحق فوق الجميع ، والقران غالب وهو المرجع واليه المحتكم.